مرحبا بكم!
من نحن
نحن دار نشر مستقلة مقرّها اسكتلندا حيث أعيش مع زوجي الاسكتلندي وابني سيف ذي الثماني أعوام، تأسست دار سنونو للنشر في الرابع من نوفمبر 2020، وتحمل اسم طائر السنونو لأنّه طائر مهاجر ويعود إلى أعشاشه في مواسم الصيف والربيع، وهو أفضل ما يمثّل تطلعاتي الشخصية والعامّة للدار، كوني عربيّة أعيش في المهجر، تهتمّ الدار بنشر قصص الأطفال من عمر 0-13، وتصدر كتبنا بإصدارين منفصلين أحدهما بالعربية والآخر بالإنجليزية لنكون جسرًا بين ثقافتين، ونبقى كالسنونو ننتمي لأعشاشنا في وطننا الأم. ونكون بهذا أوفياء لشعار الدار “نسافر عبر القصص”
ما هو مشروع Gaza I Spy؟
المشروع هو عبارة عن كتاب فاخر من نمط كتب طاولة القهوة (coffee table book) ، يأتي بقياس طولي كبير 33 سم في x 25سم، بطباعة فاخرة للغلاف على قماش من اللينين وبطباعة ألوان حريرية، مع تنفيذ يدوي للعمل الفني على الغلاف الخلفي. فيما ينعم الغلاف بهذه المفارقة الفارهة يأتي المحتوى بعمق تجربة أطفال غزّة في الحرب الأخيرة والتي اندلعت من أكتوبر 2023 وحتّى يومنا هذا.
يعرض الكتاب صورًا فوتوغرافية لأطفال غزّة، وجوههم كما هي: بابتسامتها وعبوسها وحيرتها، حياتهم اليومية: من طابور المياه إلى طابور الطعام إلى النزوح الذي لم ينتهِ خلال ما يقارب الأشهر السبع وما زال الأمر مستمرًا. كتاب غزّة أنا أتجسس، كتاب عن الأطفال إلّا أنّه ليس للأطفال، يتضمّن الكتاب ما يقارب ال 200 صورة وعملًا فنّيا، تأتي الصورة على مساحة صفحة كاملة في الكتاب، وأحيانًا تمتد على صفحتين متقابلتين، يتضمّن الكتاب مقدّمة واقتباسات شعرية لشعراء فلسطينين أمثال رفعت العرير ومحمود درويش وغيرهما من الأدباء، كما سيتضمن الكتاب اقتباسات معبّرة تلائم بعض المشاهد، وأحيانًا، إحصاءات توثّق تاريخ هذه المحنة.
لماذا الاسم؟
لقد اخترنا الاسم : Gaza I Spy، من وحي لعبة الأطفال I Spy with my little eye، لنوحي بأن الكتاب من منظور الأطفال، أو من خلال عيون الأطفال، ولنكتشف من خلال أعينهم ما يجري الآن في غزّة، خصوصًا وأننا نتحدّى التحجيم الإعلامي الذي يسعى لتبرير مايحدث في حرب غزّة ، وإخفاء الصور والأرقام والأسماء. كما ويحمل الاسم تعبيرًا ساخرًا من فكرة اللعبة التي وجدت في الأصل لتحفيز الأطفال على تأمل المشاهد حولهم، ترى ماذا يرى الأطفال الآن بين هذا الركام والغد المجهول.
بنية الكتاب
بجانب الصور الجذابة، يدمج “غزة I Spy” تعليقات مؤثرة بجانب الصور، تحتوي على أشعار واقتباسات من شعراء فلسطينيين مشهورين وغيرهم من المؤلفين. تضيف هذه الأبعاد الأدبية عمقاً إلى السرد البصري، مما يعزز تفاعل القارئ مع كل صورة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر فهرس في نهاية الكتاب صوراً مصغرة مع تعليقات، مما يقدم رؤى حول المكان الذي تم فيه التقاط كل صورة وسياقها.
لماذا كتاب طاولة القهوة؟
من الضروري أن نقف ككتّاب وناشرين وننتج عملاً ذا قيمة حقيقية. “غزة I Spy” ليس مجرد كتاب فاخر؛ بل هو بيان. لقد سئمنا من رؤية الكتب المكلفة التي تعرض الموضة الراقية والمجوهرات وحياة الأغنياء. حان الوقت لتسليط الضوء على أكثر مدينة مظلومة على وجه الأرض—مكان حيث الهروب من الموت هو صراع يومي. تم اختيار تنسيق طاولة القهوة لـ “غزة I Spy” لتعزيز التأثير البصري للصور وتعزيز التأمل. الصفحات الكبيرة والجودة العالية والتجليد الأنيق تحول هذا الكتاب إلى قطعة مركزية لافتة. من خلال تقديمه بهذه الطريقة، نخلق ارتباطًا ذا مغزى بين القارئ وقصص أطفال غزة، مما يقدم تباينًا قويًا مع المحتويات غالباً السطحية للكتب الفاخرة.
تعرفوا إلى الفريق
شجاعة الصحفيين الشابّين: أنس وهمام
أنس عياد (25) وهمام الزيتونية (29) ليسا مجرد مصورين؛ بل هما صحفيان شجاعان يواجهان خطر الموت يومياً لتوثيق الحقيقة والدمار في غزة. هذان الأفراد الموهوبون غالباً ما يستعيرون المعدات من الأصدقاء أو يستأجرونها، حيث لا يمتلكون كاميرات خاصة بهم. يعتصر قلبي الألم عندما أعلم أن خيمة الصحافة الخاصة بهم قد دمرت هذا الأسبوع بقنبلة طائرة إسرائيلية. قال لي همام: “الليلة الماضية أعطيت مكاني في الخيمة لشخص آخر، ثم جاء الهجوم.” لقد نجا بالكاد من الموت.
كل يوم، عندما أطلب من همام التقاط الصور لكتابنا، ينكسر جزء من قلبي. وبالمثل، أفقد جزءاً من قلبي عندما أطلب من أنس مراجعة المعلومات على Google Drive والتأكد من صحة كل تعليق على الصورة. قال لي أنس ذات مرة: “أنا في الشارع أحاول العثور على إشارة. قمت بتحميل الوثيقة وسأملؤها بدون اتصال، في انتظار فرصة أفضل لتحميلها مرة أخرى.” كم منّا سيبقى حتى يرى كتاب “غزة I Spy” النور؟ كم من القلوب ستظل تنبض؟
رحلة أم: بُعد شخصي
إضافة بعد شخصي عميق إلى “غزة I Spy” هي رحلة أم شجاعة من غزة، تم توثيقها بجانب بناتها الثلاث. تلتقط صورها هروبهن اليائس من مكان إلى آخر، ويفلتن من الموت عدة مرات. تضيف صورها القوية طبقة عاطفية إلى الكتاب، مما يبرز التكلفة الإنسانية للحرب وروح البقاء التي لا تلين.
غالباً ما أشعر بالحرج عندما يسألني الناس، “هل لديك عائلة في غزة؟” على الرغم من فهمي لاهتمامهم، أحياناً أريد أن أصرخ وأسأل، “ما الفرق الذي يحدث؟” بدلاً من ذلك، أشرح أن فريقنا هناك هو مثل العائلة. سابرين الباز، أم لثلاث بنات—جهاد (5 سنوات)، سِدال (4 سنوات)، ومريم (2.5 سنة)—أصبحت أختي من غزة، حيث تشارك حياتها اليومية معي من خلال الصور والدردشات عبر WhatsApp. تخبرني كيف باعت خاتمها الأخير لإطعام بناتها، كيف هربت من ملجأ مدرسة الأونروا إلى خيمة على الشاطئ، وكيف أصبحت تلك الخيمة منزلًا بدلاً من كونها مكاناً للمتعة. تجسد تجاربها التحول الذي طرأ على شاطئ غزة الجميل إلى مكان للجوء، متناقضاً تماماً مع متعته المخصصة.
هل سيصبح الشاطئ شاطئًا مرة أخرى لهؤلاء الأطفال؟ هل ستجلب المدارس رعب الصواريخ الإسرائيلية التي تسقط على رؤوسهم وهم نائمون؟ هل ستستعيد سابرين خواتمها؟